بسم الله
الرحمن الرحيم
·خبيب
بن عدي من أوس المدينة وأنصارها تردد على رسول الله صلى
الله عليه وسلم منذ هاجر إليهم
وآمن بالله رب
العالمين .
*كان عذب
الروح ، شفَّاف النفس ، وثيق الإيمان ، ريان
الضمير وصفه (حسان بن ثابت ) شاعر الإسلام :
صقرًا توسَّط في
الأنصار منصبه
سمح السجية محضًا غير مؤتشب
·
كان خبيب عابدًا وناسكَا يقوم الليل
ويصوم النهار ويقدس الله رب
العالمين . كان الله معه وكان هو مع
الله .
·
كانت يد الله عليه ،
يكاد يجد برد أناملها في صدره .
·
كان إيمان خبيب كالشمس قوة وبعدًا ونارًا
ونورًا .
·
ساومه المشركون على إيمانه وإذا يئسوا
مما يرجون قادوا البطل إلى مصيره وخرجوا إلى مكان يسمى
(التنعيم) حيث يكون مصرعه .وما
إن بلغوه حتى أستأذنهم خبيب في أن يصلي
ركعتين ، وأذنوا له ضانين
أنه يجري مع نفسه حديثًا ينتهي باستسلامه و إعلان الكفر
بالله وبرسوله وبدينه . وصلى خبيب ركعتين في
خشوع ،وسلام ، وإخبات .
وتدفقت في روحه حلاوة الإيمان
.
التفت صوب قاتليه وقال لهم :
( والله
لولا أن تحسبوا أن بي جزعًا من
الموت ، لازددت صلاة ) ثم شهر ذراعيه نحو
السماء وقال :
اللهم
أحصهم عددًا ، واقتلهم بددًا
) ثم تصفح وجوههم في عزم وراح ينشد :
ولست أبالي حين أقتل
مسلمًا على أي جنب كان في الله
مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن
يشــأ يبارك على أوصال شلوٍ
ممـــــزع
*ولعله
لأول مرة في تاريخ العرب يصلبون رجلاً ثم يقتلونه فوق
الصليب .
* لم
يغمض عينيه وبدأت الرماح تنوشه والسيوف تنهش لحمه وأقترب
منه أحد زعماء قريش وقال له :
(
أتحب أن محمدًا مكانك وأنت سليم معافى في أهلك ) أنتفض
خبيب كالإعصار وصاح في
قاتليه
:
(
والله ماأحب أني في أهلي وولدي ،
معي عافية الدنيا ونعيمها ، ويصاب رسول الله بشوكة )
·
فكانت هذه الكلمات لخبيب رضي الله عنه
إذانا للرماح والسيوف بأن تبلغ من جسد البطل
غايتها .
بقي
جثمان الشهيد بقعة طاهرة من الأرض تحت ثراها الرطيب وظل
مكانه في ذاكرة التاريخ
وفي ضمير
الحياة بطلاً فوق الصليب.
|